وأما يمين علي أن ما عنده إلا كتاب الله أو فهمًا يعطيه الله رجلاً، ففيه دلالة على صحة قول مالك: ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو نور وفهم يضعه الله في قلب من يشاء. فمن أنكر هذا على مالك فلينكره على علي.
وفيه: أن كتاب الله أصل العلم وأن الفهم عنه وعن الحديث المبين له.
وقوله:(والذي فلق الحبة وبرأ النسمة). هو من أيمان العرب. قَالَ أبو عبيدة:(فلق الحب): شقها في الأرض حَتَّى تنبت ثم أثمرت، فكان منها حب كثير، وكل شيء شققته باثنين فقد فلقته. ومنه قوله تعالى:{فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}[الأنعام: ٩٥] و (النسمة): كل ذات نفس فهي نسمة، سميت بذلك لتنسمها الهواء، وبرأ الله الخلق: برأ خلقهم (١).