للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

موسى وهو الرجل المؤمن الذي كان يكتم إيمانه، وهو غريب.

فصل:

قوله للشمس: "إنك مأمورة وأنا مأمور، اللَّهُمَّ احبسها علينا فحبست" هو دعاء إلى الله أن يمد لهم الوقت حَتَّى يفتحوا المدينة.

وقيل في قوله: "احبسها علينا" أقوال: أحدها: أنها ردت على أدراجها. وقيل: أوقفت فلم تبرح. وقيل: (بطئ مجريها) (١) وسيرها، وهو أوفى- الأقوال كما قاله ابن بطال؛ لجريها على العادة، وإن كان خرق العادات للأنبياء (جائز) (٢) فكل الوجوه جائزة.

وفي قوله: "إنك مأمورة" دليل في النوم وأصل العبادة على ضيق وقت العمل الذي الرأي فيه في اليقظة وفوات وقته، فيكون تنبيهًا على الأخذ بالحزم (٣).

وفيه: أن الأنبياء قد يحكمون على الأشياء المعجزات بآيات يظهرها الله تعالى على أيديهم، شهادة على ما التبس من أمر الحكم، وقد يحكمون أيضًا بحكم لا يكون آية معجزة، ويكون النبي وغيره من الحكام سواء، ويكون اجتهادهم على حسب ما يتأدى إليهم من مقالة الخصمين، فذلك إنما هو ليكون سنة لمن بعدهم.

وفيه: أن قت الآخر النهار إذا هبت رياح النصر أفضل كما كان - عليه السلام - يفعل.


(١) كذا بالأصل، والجادة أن تكون (بَطُؤَ مجراها)، ولعله ذكر (مجريها) على الإمالة.
(٢) كذا بالأصل وابن بطال، والجادة أن يقول: جائزًا ..
(٣) كذا العبارة في الأصل، وقد نقلها المصنف كما هي من "شرح ابن بطال" ٥/ ٢٧٨ وعلق محققه عليها بأنها كذا في أصله مشيرًا لغموض معناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>