للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله قال لرسوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} إلى قوله: {في الْعُقَدِ} [الفلق: ١]

و (النفاثات): السواحر تنفث في العقد كما ينفث الراقي في الرقية (١)، فإن كانوا أنكروا ذلك؛ لأن الله لا يجعل للشيطان سبيلًا على نبيه فقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: ٥٢] يريد إذا تلا ألقى الشيطان.

وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن عفريتًا تفلت عليه (ليلة) (٢) ليقطع عليه الصلاة حتى هم أن يربطه إلى سارية من سواري المسجد، فذكر قول سليمان: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ} [ص: ٣٥] (فرده خاسئًا) (٣) (٤) وليس في جواز ذلك عليه ما يدل أن ذلك يلزمه أبدًا أو يدخل عليه داخلة في شيء من حاله أو شريعته، وإنما ناله من ضر السحر ما ينال المريض من ضر الحمى والبرسام بغير سحر من الضعف عن الكلام وسوء التخييل، ثم زال ذلك عنه، وأفاق منه، وأبطل الله كيد السحر. وقد قام الإجماع على عصمته في الرسالة، فسقط هذا الاعتراض.

قلت: أخبرني عاليًا جمال الدين يوسف (٥) الدلاصي، أنا ابن


(١) روي ذلك عن ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم كما رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٧٥٠ - ٧٥١ (٣٨٣٧٩ - ٣٨٣٨٦).
(٢) من (ص ١).
(٣) ما جاء في رواية البخاري ومسلم: (فرده الله خاسئًا).
(٤) سلف برقم (١٢١٠) كتاب: العمل في الصلاة، باب: ما يجوز من العمل في الصلاة.
(٥) ورد بهامش الأصل: قرأت "الشفا" لعياض بالقاهرة على بعض أصحاب القاضي المشار إليه، وقرأت عنه … عنهم عنه، وابن بامتيت … به بالإجازة عن الصائغ، وكذا الصائغ عن القاضي عياض فاعلمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>