للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما بشر بن خالد فهو أبو محمد العسكري الفرائضي، روى عن جماعة من الحفاظ، وعنه الأئمة: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن خزيمة، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين (١).

فائدة: هذا الإسناد اجتمع فيه رواية ثلاثة من التابعين من أهل الكوفة بعضهم عن بعض: الأعمش، وإبراهيم، وعلقمة، أئمة فضلاء.

الوجه الرابع: في ألفاظه وفوائده:

الأولى: معنى {وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: ٨٢] لم يخلطوا. يقال: لبست الأمر مخففًا، ألبسهُ بالفتح في الماضي، وكسره في المستقبل إِذَا خلطته، وفي لبس الثوب بضده.

الثانية: هل الظلم في الآية الشرك أو سائر أنواع الظلم؟

فيه قولان حكاهما الماوردي، ونقل الأول عن أُبي وابن مسعود عملا بهذا الحديث.

قَالَ: واختلفوا عَلَى الثاني فقيل: إنها عامة، ويؤيده ما رواه عبد بن حميد عن إبراهيم التيمي أن رجلًا سال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت حتَّى جاء رجلٌ فأسلم فلم يلبث قليلًا حتَّى استشهد. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "هذا منهم: من {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (٢) [الأنعام: ٨٢] وقيل: إنها خاصة، نزلت في إبراهيم -عليه السلام-، وليس لهذِه الأمة فيها شيء، قاله علي - رضي الله عنه -، وقيل: إنها فيمن هاجر إلى المدينة، قاله عكرمة (٣).


(١) انظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" ٢/ ٣٥٦ (١٣٥٦)، "الثقات" لابن حبان ٨/ ١٤٥، "تهذيب الكمال" ٤/ ١١٧ (٦٨٦)، "الكاشف" ١/ ٢٦٧ (٥٧٦).
(٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٥٠ وعزاه لعبد بن حميد.
(٣) "تفسير الماوردي" ٢/ ١٣٨.