للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قلت في النجوم أبياتًا وهي:

علم النجوم على العقول وبال … وطلاب شيء لا ينال ضلال

ماذا طلابك علم شي غيبت … من دونه الخضر أليس ينال

هيهات ما أحد بغامض فطنة … يدري كم الأرزاق والآجال

إلا الذي من فوق عرش ربنا … فلوجهه الإكرام والإجلال

وفي كتاب "الأنواء" لأبي حنيفة: المنكر في الذم من النجوم نسبة الأمر إلى الكواكب، وأنها هي المؤثرة، فأما من نسب التأثير إلى خالقها وزعم أنه نصبها أعلامًا وضربها آثارًا على ما يحدثه فلا جناح عليه.

وقال المأمون: علمان نظرت فيهما وأنعمت فلم أرهما يصحان: النجوم والسحر.

وقال ابن دحية في "تنويره": قول أهل السنة والجماعة أن الشمس والقمر والدراري والبروج (والنجوم) (١) جارية في الفلك، وأن سماء الدنيا مختصة بذلك كله.

وروى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه قال: النجوم كلها معلقة كالقناديل من السماء الدنيا في الهواء كتعليق القناديل في المساجد.

فإن قلت: (كيف) (٢) قال: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} [نوح: ١٦] والقمر في إحداهن؟

فالجواب: أن معنى {فِيهِنَّ}: معهن. كما يقال زيد في القوم أي: معهم، وقيل: إنه إذا جعل النور في إحداهن فقد جعله فيهن، كما يقال: أعطيت الثياب المعلَّمة، وإنما أعلم منها ثوب، وكما يقال: في هذِه


(١) من (ص ١).
(٢) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>