للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا تقرر ذلك فالْعَنَانِ بفتح العين: السحاب جمع عنانة.

وقوله: "فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ" ظاهره أنهم الكهان، وقال الداودي: يحتمل أن يعني الكاهن أو الشيطان، وقوله في الرواية التي أوردناها: "ليس بشيء" أي: ليس قولهم بشيءٍ يعتمد عليه ولا حقيقة له، وأخذ من هذا جواز إطلاق هذا اللفظ على ما كان باطلاً.

والعرب تقول لمن عمل شيئًا لم يحكمه: ما عملت شيئًا.

وقوله فيها: "فيقرها" ضبطه ابن الجوزي بضم الياء (١)، والنووي بفتحها مع ضم القاف، وتشديد الراء (٢)، وقر الدجاجة، أي: كصوتها إذا قطعته.

يقال: قرت الدجاجة تقرقرًا، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، والقرقرة: ترديد كالكلام في أذن الأطروش حتى يفهم؛ كما يستخرج ما في القارورة شيئًا بعد شيء إذا أفرغت. وعند الإسماعيلي قر الزجاجة بالزاي، وكأنه اعتبره باللفظ الذي هو فيه كما تقر القارورة، ويكون قر الزجاجة، معناه: صوتها إذا فرغ ما فيها، قال الدارقطني: وهو تصحيف من الإسماعيلي (٣)، والصواب بالدال.

وعن أبي سليمان: الكهنة: قوم لهم أذهان حادة، ونفوس شريرة، وطباع نارية، فألفتهم الشياطين لما بينهم من التناسب في هذِه الأمور، وساعدتهم بما في وسعها (٤).

وفي البخاري في كتاب الطب، باب: الكهانة، وذكر فيه حديث


(١) "غريب الحديث" ٢/ ٢٣٢.
(٢) "صحيح مسلم بشرح النووي" ١٤/ ٢٢٥.
(٣) "غريب الحديث" لابن الجوزي ٢/ ٢٣٢.
(٤) "أعلام الحديث" ٣/ ٢٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>