للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي النسائي عن هقل، عن الأوزاعي، كرواية الجماعة، وقال: (هذا خطأ) (١)، ثم رواه من حديث الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله قال: حدثني أبو طلحة فذكره (٢).

وعند الترمذي مصححًا عن عبيد الله قال: دخلت على أبي طلحة أعوده، وعنده سهل بن حنيف، فدعا أبو طلحة إنسانًا ينزع نمطًا تحته، فقال له سهل: لم تنزعه؟ قال: لأن فيه تصاوير، وقال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ما علمت، قال سهل: أولم يقل: "إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ" قال: بلى، ولكنه أطيب لنفسي (٣).

وللنسائي: قال عبيد الله: خرجت أنا وعثمان بن حنيف نعود أبا طلحة، وفيه: فقال له عثمان: أما سمعت يا أبا طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نهى عن الصور يقول: "إِلَّا رَقْمًا" الحديث (٤).

قال الخطابي: أجل الرقم: الكتابة، رقمت الكتاب أرقمه رقمًا، وقال تعالى في: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (٩)} [المطففين: ٩] والصورة غير الرقم، ولعله أراد أن الصورة المنهي عنها ما كان له شخص ماثِلٌ دون ما كان منسوجًا في ثوب، وهذا قد ذهب إليه قوم، ولكن حديث القاسم، عن


(١) كذا بالأصل، لكن لما نقل المزي في "التحفة" ٣/ ٢٥١ قول النسائي هذا، ساق رواية هقل، ثم قال: قال -أي: النسائي- هذا هو الصواب، وحديث الوليد خطأ. اهـ.
[قلت: ورواية الوليد هي التالي ذكرها عند المصنف، كما أن ما في "التحفة" موافق لقول الدارقطني؛ وهو الصواب، فلعله وهم في النسخ. والله أعلم].
(٢) رواه النسائي في "الكبرى" ٥/ ٥٠٠، وليس فيه كلامه على الحديث، ولكن المزي ذكره في "التحفة" كما تقدم.
(٣) "سنن الترمذي" (١٧٥٠)، وقال: حسن صحيح.
(٤) "السنن الكبرى" ٥/ ٤٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>