للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد اختلف في تأويل الآية الكريمة عن ابن عباس وعكرمة والحسن وابن مسعود، فعن ابن عباس ومولاه: رآه بقلبه. وعن الحسن وابن مسعود: رأى جبريل (١).

وعن ابن عطاء في قوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} [الشرح: ١] قال: شرح صدره للرؤيا.

وقال الأشعري وجماعة من أصحابه أنه رآه ببصره وعيني رأسه، وقال: كل آية أوتيها نبي من الأنبياء، فقد أوتي مثلها نبينا، وخص من بينهم بتفضيل الرؤية.

ووقف بعض المشايخ في هذا فقال: ليس عليه دليلٌ واضح، ولكنه جائزٌ أن يكون، والحق -كما قال عياض-: أن رؤيته في الدنيا جائزة عقلاً، وليس في العقل ما يحيلها، وجهه سؤال موسى لها، ومحال أن يجهل نبي ما يجوز على الله وما لا يجوز، بل لم يسأل إلا جائزًا غير مستحيل، ولكن وقوعه ومشاهدته من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. وليس في الشرع دليل قاطع على استحالتها، ولا امتناعها؛ إذ كل موجود فرؤيته جائزة، غير مستحيلة (٢).

وروى هبة الله الطبري (٣)، عن (عبد الرحمن) (٤) بن عايش مرفوعًا: "رأيت ربي -عَزَّ وَجَلَّ-" (٥)، وروى (شعبة، عن) (٦) قتادة، عن أنس أنه - عليه السلام - رأى ربه.


(١) انظر: "تفسيرالطبري" ١١/ ٥١٠ - ٥١١.
(٢) "الشفا" ١/ ٢٠٠١ - ٢٠١، "إكمال المعلم" ١/ ٥٢٧.
(٣) هو اللالكائي.
(٤) في (ص ١): عبد الله.
(٥) رواه في "شرح أصول الاعتقاد" ٣/ ٥٦٨ (٩٠١).
(٦) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>