للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ("كَأنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ") أي: في طوله وسمرته. وشَنُوءَة قبيلةٌ من قحطان، مأخوذ من التقرز، وشنوءة على وزن فعُولة، ولا أدري ما أراد بتشبيهه بهم.

قال القزاز: اختلفت الرواية: هل هو جعد أو سبط؟ وهل هو ضرب نحيف أو جسيم؟

وقوله في عيسى: ("إِلَى الحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ") قال الداودي: ما أراه محفوظًا؛ لأنه قال في رواية مالك: "رجل آدم كأحسن ما أنت راءٍ" (١).

وقوله: ("وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، وَالدَّجَّالَ") في آيَاتٍ أراهُنَّ اللهُ إِيَّاهُ يريد ليلة الإسراء، وسلف الاختلاف في اشتقاق الدجال.

وقول البخاري: (قَالَ أَنَسٌ وَأَبُو بَكْرةَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَحْرُسُ المَلَائِكَةُ المَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ") قد سلفا في الحج مسندين (٢).

ثم اعلم أن البخاري -رحمه الله- إنما ساق هذِه الأحاديث؛ لأجل ذكر الملائكة فيها وموافقة أغراضهم، فغفران الذنب على الموافقة، ومن ذلك عدم دخولهم بيت التصاوير والبيت الذي فيه الكلب، وكذا قوله: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} [الزخرف: ٧٧] أي: لو فعلوا ما يوافق غرض الملائكة لنجوا منها وكذا لعنها عند الغضب عليها كذلك، وكذا سائر الباب.


(١) سيأتي برقم (٥٩٠٢).
(٢) سلفا (١٨٧٩، ١٨٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>