كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٥٩ - بدء الخلق - ٨ - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة - ج: 19 - ص: 146

سبعون ألفًا بغير حساب"، وفيه: فقال عكاشة: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت منهم" الحديث (١). والأفصح في عكاشة: التشديد، قال ابن خالويه في كتاب "ليس": العامة تخففه وإنما هو مشدد قال: وذلك أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجعله منهم في الجنة، فدعا له، فقام آخر، فسأله، فقال: "سبقك بها عُكَّاشة" (والمعروف ما أوردناه) (٢).

وفي الترمذي عن أبي أمامة مرفوعًا: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمقياسبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا، وثلاث حَثَيَات من حَثَيَات ربي -جلَّ وعزَّ-" ثم قال: غريب (٣).

وعند البزار من حديث أنس بلفظ: "مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعون ألفًا" (٤).

وعند الترمذي الحكيم من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر مرفوعًا: "إن الله أعطاني سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب" فقال عمر: هلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفًا سبعين ألفًا" قال عمر: يا رسول الله فهلا استزدته؟ قال: "قد استزدته فأعطاني هكذا" قال أبو وهب روايه عن هشام، وفتح يديه قال هشام: هذا من الله ما يدرى ما عدده (٥).

---

(١) مسلم (٢١٨) كتاب الإيمان.
(٢) من (ص ١).
(٣) "سنن الترمذي" (٢٤٣٧)، وصححه الألباني في "ظلال الجنة" (٥٨٨، ٥٨٩).
(٤) رواه البزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار" (٣٥٤٧)؛ وبنحوه رواه ابن عدي في "الكامل" ٥/ ١٦٠ ترجمة ضرار بن عمرو.
(٥) "نوادر الأصول" كما في "المختصر" المطبوع ص ٨٣ - ٨٤؛ كما رواه أحمد ١/ ١٩٧.