للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والإبراد: أن تفيء الأفياء، وينكسر وهج الحر، وسمي ذلك بردًا بالإضافة إلى حر الظهيرة.

و"فَيْحِ جَهَنَّمَ": سطوع حرها، قاله الليث، يقال: فاحت القدر تفيح إذا غلت، وفاحت الشجة نفحت بالدم، قال ابن فارس: وهو مصدر فاح وأصله الواو (١)، ويحتمل -كما قال الخطابي- أن يكون أراد به المثل، فشبهه بحرِّ جهنم، يحذرهم حره كما يحذرون فيح جهنم، فاحذروا حرَّ الظهيرة وأذاها (٢).

الحديث الثاني:

حديث أَبِي سَعِيدٍ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةِ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ". وسلف أيضًا في الصلاة (٣).

الحديث الثالث:

حديث أَبَا هُرَيْرَةَ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا .. "، الحديث سلف في الصلاة أيضًا (٤)، وهو دال على أنه يخلق فيها إدراكًا، وقيل: إن الجنة والنار أسمع المخلوقات، وإن الجنة إذا سألها عبد أمَّنت على دعائه، والنار إذا استجار منها أحد أمنت على دعائه، والنار ههنا هي جهنم، وليس المراد النار نفسها؛ لأنه ذكر أن فيها الزمهرير، وهو: البرد، والضدان لا يجتمعان، وجهنم تشتمل على النار والزمهرير، وغير ذلك من أنواع العذاب، أجارنا الله من ذلك بفضله ومنته.


(١) "المجمل" ٢/ ٧٠٨، مادة: (فيح).
(٢) "أعلام الحديث" ٢/ ١٤٩٥.
(٣) سلف برقم (٥٣٨).
(٤) سلف برقم (٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>