للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجلاس. وذكر عن مطرف بن الشخير أنه قال: لا يعظ ولا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر إلا كامل لا وصم فيه، وهذا ليس بجيد، وهو يؤدي إلى تضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولعل المراد أنه لا ينتفع بوعظه إلا من هذِه صفته أو يتصدى لذلك.

فصل:

روى مسلم عن ابن مسعود مرفوعًا: "يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" (١). ولابن وهب، عن زيد بن أسلم، عن علي مرفوعًا: "فبينما هم يجرونها إذ شردت عليهم شردة، فلولا أنهم أدركوها لأحرقت من في الجمع" (٢). وفي كلام الغزالي: يؤتى بها تمشي على أربع قوائم تقاد بسبعين ألف زمام في كل زمام سبعون ألف حلقة، لو جمع حديد الدنيا ما عدل منها حلقة واحدة على كل حلقة سبعون ألف زباني، فإذا انفلتت لم يقدر أحد على إمساكها لعظم شأنها، فيجثو الناس على الركب، يقول كل واحد منهم: نفسي نفسي، فيقرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمر الله، فيأخذ بخطامها ويقول لها: "ارجعي مدحورة إلى خلقك حتى يأتيك أفواجك"، فتقول: خل سبيلي فإنك حرام عليّ، فينادي منادي: اسمعي وأطيعي له، ثم تجذب وتجعل شمال العرش فينجذب أهل الموقف بجذبتها (فيخف وجلهم) (٣)، فذلك قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الأنبياء: ١٠٧]، وهناك ينصب الميزان.


(١) مسلم (٢٨٤٢) كتاب الجنة، باب: في شدة حر نار جهنم …
(٢) انظر: "التذكرة" للقرطبي، ص ٤٥٠ - ٤٥١.
(٣) غير مقروءة في الأصل، والمثبت من "التذكرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>