للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون" (١)، وهذا من القدرة التي لا يؤمن بها إلا من وحد الله؛ وذاك أن الشياطين يتصرفون في الأمور الغريبة ويتولجون في المسام الخفية، فيعجزه الذكر عن حل الغلق وشبهه، نبه عليه ابن العربي (٢)، وفي رواية: "فإن النار عدوٌ لكم" (٣).

فصل:

جنح الليل. قال ابن سيدَهْ: جنح الليل يجنح جنوحًا: أقبل وَجْهه، وجُنْحُه: جَانِبُه قيل: قطعة منه نحو النصف (٤). وقال ابن التين: يريد إذا أقبلت ظلمته. وجنح الليل: بالكسر طائفة منه، ويقال بضمها، وقيل جنح الليل: أول ما يظلم، ويقال معنى جنح: مال، وتقدم في باب حسن مال المسلم (٥): أنه بكسر الجيم وضمها.

وقوله: (أو كان جنح الليل) لكافتهم (٦): (قال) بدل (كان)، وعند النسفي وأبي الهيثم والحموي: (كان).

وقوله: ("فَكُفّوا"). وفي رواية: "فاكفتوا". أي: ضموهم إليكم واقبضوهم، وكل شيء ضممته فقد كفته، ومعناه: امنعوهم من الخروج في ذلك الوقت.

وإنما خيف عليهم؛ لأن النجاسة التي يلوذ بها الشيطان موجودة معهم؛ ولأن الذكر الذي يستعصم به معدوم عندهم، والشياطين عند


(١) "الأدب المفرد" (١٢٢٤).
(٢) "عارضة الأحوذي" ٨/ ٣.
(٣) "الأدب المفرد" (١٢٢٦).
(٤) "المحكم" ٣/ ٦١.
(٥) سيأتي برقم (٣٣٠٤).
(٦) كلمة غير واضحة بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>