للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انتشارهم يتعلقون مما يمكنهم التعلق به، فإذا ذهبت اشتغل كل منهم مما اكتسب، ومضى إلى ما قدر له التشاغل به، نبه عليه ابن الجوزي، وفي رواية: "لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس" (١). والفواشي: كل شيء منتشر من المال، كالإبل والبقر وسائر البهائم وغيرها، جمع فاشية؛ لأنها تفشوا، أي: تنتشر، قال ابن الأعرابي: أفشى وأمشى وأوشى بمعنى واحد، إذا كثرت مواشيه (٢).

فصل:

الشياطين تستعين بالظلمة، وتكره النور، وتتشاءم به، كما نبه عليه ابن العربي؛ لأن الله أظلم قلوبها (٣)، وفي رواية: "فإذا ذهب فحمة العشاء" (٤). بسكون الحاء المهملة وفتح الفاء، وهو شدة سوادها وظلمتها، وزعم بعضهم أنه أراد أول ظلامها، ويقال للظلمة التي بين المغرب والعشاء: فحمة، والتي بين العشاء والفجر: عسعسة.

وقوله: ("فَحُلُّوهُمْ"). يريد كما قال الداودي: إذا ذهب بعض الظلمة وامتدادها أبصر الصبي حيث يذهب ولم يقع على شيء يصيب به بعض الشياطين، فيكون ذلك سببًا، كما أصيب قاتل الحية.

فصل:

("أَغْلِقْ بَابَكَ"). رباعي، والباب مغلق لا مغلوق، وفي رواية: "أجيفوا" (٥) وهو بمعنى الأول.


(١) رواه مسلم (٢٠١٣) كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء.
(٢) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٨٩.
(٣) "عارضة الأحوذي" ٨/ ٣.
(٤) رواه مسلم (٢٠١٣) كتاب الأشربة، باب الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء.
(٥) سيأتي برقم (٣٣١٦) باب خمس من الدواب فواسق، يقتلن في الحرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>