للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلب، حبته وسويداؤه فإذا رق الغشاء أسرع نفوذ الشيء إلى ما وراءه. وقال بعض العلماء: كان - عليه السلام - حين قال: "الإيمان يمان" بأرض تبوك. وكانت المدينة ومكة والحجاز كله من جهة اليمين فقال ذلك في المدينة وما والاها إلى أرض اليمن.

يؤيده قوله في حديث جابر: "والإيمان في أهل الحجاز" (١). فعلى هذا يكون المراد بأهل اليمن أهل المدينة، ومن عند يَلَمْلَم إلى أوائل اليمن. وقيل: كان بالمدينة؛ لأن كونها هو الغالب عليه، وعلى هذا فتكون الإشارة إلى سباق أهل اليمن وإلى القبائل اليمنية الذين وفدوا على الصديق بفتح الشام وأوائل العراق، وإليه الإشارة بقوله: "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن" (٢). وقيل: أراد مكة والمدينة.

قال النووي: فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريدهما ونسبهما إلى اليمن؛ لكونهما من ناحيته (٣).

وقال أبو عبيد: إنما بدأ الإيمان من مكة لأنها مولده ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أرض تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا تسمى مكة وما وليها من أرض اليمن التهائم. فمكة على هذا يمانية، وقيل: أراد بهذا القول الأنصار؛ لأنهم يمانون، وهم نصروا المؤمنين وآووهم، فنسب الإيمان إليهم. قاله أبو عبيد (٤). وأغرب منه قول الحكيم الترمذي أنه إشارة إلى أويس.


(١) رواه مسلم (٥٣)، وأحمد ٣/ ٣٣٢، ٣٣٥.
(٢) رواه أحمد ٢/ ٥٤١، والطبراني في "الأوسط" ٥/ ٥٧ - ٥٨ (٤٦٦١)، وفي "مسند الشاميين" ٢/ ١٥٠ (١٠٨٣).
(٣) "شرح مسلم" ٢/ ٣٢.
(٤) "غريب الحديث" ١/ ٢٩٤ - ٢٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>