للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معناه: ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم.

قلت: هو كناية عن استيعابهم بالعلم، والله تعالى لا يخفى عليه شيء والصواب قول من قال: بصر الناظر من الخلق. وعن أبي حاتم: إنما هو بدال مهملة أي: يبلغ أولهم وآخرهم. قاله ابن الأثير (١). والصحيح فتح الياء مع الإعجام.

والصعيد: وجه الأرض، وهي يومئذٍ مستوية لا عوج فيها ولا أمتا، ويجعل الله في أبصارهم ما ينفذون به أبصارهم، وفي أصواتهم ما يسمعون جميعهم.

قوله: "إلى ما بلغنا" الصحيح فتح غينه؛ لأنه تقدم: "ما بلغكم". ولو كان بسكونها لقال: بلغهم. وضبطه بعض المتأخرين بالسكون، وله وجه.

سادسها:

فيه: بعث آدم إلى نوح، ونوح إلى نبينا، قال محمد بن عبيد: لا أحفظ سائره. قال ابن التين: وقول نوح "ائتوا النبي" وهم، إنما دلهم على إبراهيم، وإبراهيم على موسى، وموسى على عيسى، وعيسى على نبينا.

وجاء أن إبراهيم ذكر ثلاث كذبات وفي مسلم رابعا وهو: قوله للكوكب (٢). ولم يعدها من أولئك؛ لأنه قالها حين الطفولية، وضعفه القرطبي؛ لأن الله خص الأنبياء بسلامة الفطرة والحماية عن الجهل بالله من أول نشأتهم وإلى تناهي أمرهم.


(١) "النهاية في غريب الحديث" ٥/ ٩١.
(٢) مسلم (١٩٤/ ٣٢٨) كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>