كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

٦٠ - كتاب الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر} [الحاقة: ٦] - ج: 19 - ص: 329

تاسعها:

قوله: ("لا يجاوز حناجرهم"). أي: لا يرفع في الأعمال الصالحة. قاله ابن التين، وقال عياض: يعني: لا تفقه قلوبهم ولا ينتفعون بما يتلون منه، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم. قال: وقيل معناه: لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل. والحنجرة: (رأس) (١) الغلصمة حيث تراه بائنًا من خارج الحلق، والجمع: الحناجر.

وقوله: ("يمرقون من الدين") وفي رواية: "من الإسلام" (٢) أي: يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى، ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء، وبهذا سميت طائفة الخوارج: المراق.

و"الدين" هنا: الطاعة، يريد أنهم يخرجون من طاعة الأئمة كخروج السهم من الرمية.

وهذا صفات الخوارج الذين لا يدينون الأئمة ويخرجون للناس يستعرضونهم بالسيف (٣). وقال الداودي: "لا يجاوز حناجرهم" يعني: أسفل الحلق، وهو المنحر، وليس في الصدر منه شيء، لا يعتبر معناه بقلبه إنما يتلوه بلسانه، والرمية: الصيد المرمي، فعيلة بمعنى مفعول.

وقوله: ("يقتلون أهل الإسلام") كذلك فعلت الخوارج وهم على ذلك.

---

(١) من (ص ١).
(٢) سيأتي برقم (٧٤٣٢) كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}.
(٣) قال الجوهري: ويقال للخارجي: إنه يستعرض الناس، أي: يقتلهم ولا يسأل عن مسلمٍ ولا غيره. "الصحاح" ٣/ ١٠٩٠ مادة (عرض).