للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة ثانية:

أخرج البخاري أيضًا ومسلم لحميد بن عبد الرحمن الحميري (١) البصري، التابعي، الفقيه، ولا يلتبس بهذا، وإن روى هذا عن ابن عباس وأبي هريرة أيضًا وغيرهما فاعلمه.

وما جزمت به من كون البخاري أخرج لهذا هو ما جزم به الكلاباذي في كتابه، والمزي في "تهذيبه" (٢)، ونقل شيخنا قطب الدين في "شرحه" عن الحاكم، والحميدي صاحب "الجمع"، وعبد الغني، وغيرهم أنهم قالوا: لم يخرج له شيئًا ولم يخرج مسلم في "صحيحه" عنه عن أبي هريرة غير حديث: "أفضل الصيام بعد رمضان" (٣) الحديث فقط وما عداه فهو من رواية ابن عوف.

قَالَ: وقد غَلَّطوا الكلاباذي في دعواه إخراج البخاري له ووهَّموه وقال: ومما يدل على ذَلِكَ أنه لم يعين أين روى عنه كعادته في غيره، بل قَالَ روى عنه محمد بن سيرين وأهل البصرة لم يزد على ذَلِكَ، ولم يذكره أبو مسعود الدمشقي من رواية البخاري.

ولما ذكر النووي في "شرحه لمسلم" حديثه عن أبي هريرة قَالَ:

اعلم أن أبا هريرة يروي عنه اثنان كل منهما حميد بن عبد الرحمن أحدهما هذا الحميري، والثاني الزهري (٤).


(١) انظر: "الطبقات الكبرى" ٧/ ١٤٧، "التاريخ الكبير" ٢/ ٣٤٦ (٢٦٩٧)، "الجرح والتعديل" ٣/ ٢٢٥ (٩٩٠)، "الثقات" ٤/ ١٤٧، "تهذيب الكمال" ٧/ ٣٨١ - ٣٨٣ (١٥٣٣).
(٢) "تهذيب الكمال" ٧/ ٣٨٢ - ٣٨٣.
(٣) مسلم (١١٦٣) كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم.
(٤) "صحيح مسلم بشرح النووي" ١/ ١٤٣.