للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزعم أهل العلم أنه بدومة الجندل، رجع إليها من القدس، ولم يكن له بالقدس كثير عمر، وكان عدد ما سار في البلاد منذ يوم بعثه الله إلى يوم قبض خمسمائة عام.

وذكر حديثًا مرفوعًا من حديث إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه، عن جده: كان الفيلسوف من أهل الملك تزوج امرأة من غسان، وكانت على دين الروم، فولدت ذا القرنين فسماه أبوه الاسكندر، وإنما نسب إلى الروم؛ لأن أباه خلفه صغيرًا في حجر أمه يتيمًا، فلذلك جهل أبوه ونسبوه إلى أمه.

وروي من طريق عقبة بن عامر الجهني بإسناد فيه جهالة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطائفة جاءوه من اليهود: "جئتم تسألوني عن ذي القرنين، وكيف كان أول شأنه؟ وسأخبركم بما تجدونه في كتابكم: إنه كان غلامًا من الروم فأتى ساحلًا من سواحل مصر، فبنى بها مدينة تسمى الإسكندرية".

وفيه: "وأتى السد، وهما جبلان زلقان، ينزل عنهما كل شيء، فبناهما .. " (١) الحديث.

فصل:

قوله: {سَبَبًا}: طريقًا. وقال ابن عباس: علمًا يسير به في أقطار الأرض (٢). وقال مجاهد: منزلًا بين المشرق والمغرب (٣).

وقوله: {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أي: ذات حمأة. ومن قرأ (حامية) (٤)،


(١) رواه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٢٧٢ (٢٣٢٨١).
(٣) "تفسير مجاهد" ١/ ٣٨٠، ورواه أيضًا الطبري ٨/ ٢٧٣ (٢٣٢٨٨).
(٤) قرأها هكذا ابن عامر وحمزة والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر. انظر "الحجة" للفارسي ٥/ ١٦٩، "الكشف" لمكي ٢/ ٧٣، "زاد المسير" ٥/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>