للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنَّكَ وَعَدْتَني أَنْ لَا تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فيَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ. ثُمَّ يُقَالُ لإبْرَاهِيمُ: مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ" .. هذا الحديث يأتي في سورة الشعراء.

ومعنى (القترة): الظلمة، وفسرها ابن التين بالغبرة (١)، على هذا قوله: "قترة (و) (٢) غبرة" مترادف، ثم قال: وقيل القترة: ما يغشى الوجه من كرب، وقيل: القترة: الغبرة معها سواد كالدخان. قاله الزجاج، وعن مقاتل: سواد وكآبة. والذيخ: بذال معجمة مكسورة وخاء معجمة قبلها مثناة تحت، وهو ذكر الضباع، قال ابن سيده: وا لجمع: أذياخ وذيوخ وذيخة، والأنثى: ذيخة، والجمع: ذيخات، ولا يكسر (٣).

وأراد بالمتلطخ (أي: متطلخ) (٤) بالرجيع أو بالطين، وحملت بإبراهيم الرأفة على أن يشفع فيه فرئي له على خلاف منظره؛ ليتبرأ منه، وفي رواية أخرى أنه يأخذ بحجزة إبراهيم فينزع منه إبراهيم.

وقال ابن دريد في "وشاحه": أمه بوثا بنت كربنا بن بركوثا بن أرفخشذ بن سام. والنهر الذي يعرف بنهر كوثا حفره أبو أم إبراهيم قبل ولادة إبراهيم، وكان أهل إبراهيم بمنازلهم جيران فأصابهم السنة فجاءوا إلى كوثا فولد إبراهيم بقرية بها يقال لها: هرمز جرد قريبًا من حصل وبها أحرق وسمي إبراهيم؛ لأن أمه وضعته على نهر كوثا


(١) ورد بهامش الأصل: هو في بعض الطرق مفسر في نفس الحديث، الغبرة: القترة.
(٢) من (ص ١).
(٣) "المحكم" ٥/ ١٥٤.
(٤) من (ص ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>