للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يزالوا بها حتى ماتوا. وقال قتادة فيما حكاه الطبري: لم يعقرها حتى (تابعهم) (١) صغيرهم وكبيرهم على عقرها (٢).

ثم ذكر البخاري في الباب سبعة أحاديث:

أحدها:

حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ الذِي عَقَرَ النَّاقَةَ- فقَالَ: "انْتَدَبَ لَهَا رَجُلٌ ذُو عِزٍّ وَمَنَعَةٍ فِي قَوْمِهِ كَأَبِي زَمْعَةَ".

الشرح:

راويه عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي، ابن أخت أم سلمة، أحد الأشراف، كان يأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعنه عروة وأبو بكر بن عبد الرحمن.

وقولى: ("كأبي زمعة") هو الأسود بن أسد بن عبد العزى بن قصي، جد عبد الله بن زمعة هذا، وقتل زمعة يوم بدر كافرًا وكان من المستهزئين أعماه الله لما رماه جبريل بورقة خضراء، وكان من المطعمين، وكان من كبار قريش وأشرافها.

وهذا الحديث ذكره البخاري هنا عن الحميدي، ثنا سفيان، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة وذكره في التفسير قال: وقال أبو معاوية: ثنا هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "مثل أبي زمعة، عم الزبير بن العوام".

وادعى القرطبي أن أبا زمعة هذا يحتمل أن يكون البلوي، وهو ممن بايع تحت الشجرة وتوفي بأفريقية مع معاوية بن حُدَيج، فإن كان أباه فإنه


(١) هكذا في الأصول، وفي "التفسير": بايعه.
(٢) "تفسير الطبري" ١٢/ ٦٠٦ (٣٧٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>