للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولمسلم عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا: "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارًا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي" (١). وأخرج مسلم حديث المرأتين في القضاء (٢).

فصل:

الفراش: بفتح الفاء. قال الخليل: يطير كالبعوض. وقيل: هو كصغار البق. وقال الفراء: هو غوغاء الجراد الذي ينفرش ويتراكب ويتهافت في النار. واستوقد: أوقد. والسين والتاء زائدتان.

وهذا مثل لاجتهاده وحرصه على تخليصنا من الهلاك وغلبة شهواتنا وظفر عدونا اللعين بنا صرنا أحقر من الفراش.

والجنادب: الجراد. واحدها جندب مثلث الدال. والتقحم: الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.

والحجز: جمع حجزة، وهو معقد الإزار والسروايل و (آخِذ): بكسر الخاء وتنوين الدال على المشهور على أنه اسم فاعل، وروي بضم الخاء بغير تنوين على أنه فعل مضارع. وادعى ابن العربي أن الخلق لا يأتون ذلك على قصد الهلكة، وإنما يأتونه بقصد النجاة والمنفعة. كالفراش الذي يقتحم الضياء ليس مرداه الهلاك ولكنها لتأنس به، وهي لا تبصر بحال حتى قال بعضهم: إنها في ظلمة فتعتقد أن الضياء كوة يستطير فيها النور فتقصدها لأجل ذلك، فتحرق وهي لا تشعر، وذلك هو الغالب من أحوال الخلق أو كله (٣).


(١) مسلم (٢٢٨٥) كتاب: الفضائل، باب: شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته.
(٢) مسلم (١٧٢٠) كتاب: الأقضية، باب: بيان اختلاف المجتهدين.
(٣) انظر "عارضة الأحوذي" ١٠/ ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>