للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و (ابن جابر) هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أخو يزيد بن يزيد، مات سنة ثلاث وخمسين ومائة.

قال الترمذي: روي عن الزهري أنه قال: كان هذا في أول الإسلام قبل نزول الفرائض، قال: ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن أهل التوحيد سيدخلون الجنة وإن عذبوا بذنوبهم، فإنهم لا يخلدون في النار، وقد روي عن ابن مسعود وأبي ذر وعمران بن حصين وجابر وأبي سعيد وأنس مرفوعًا: "سيخرج من النار أهل التوحيد ويدخلون الجنة" وكذا روي عن سعيد بن جبير والنخعي وغير واحد من التابعين في تفسير هذِه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (٢)} [الحجر: ٢]، قالوا: إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين (١).

وذكر ابن العربي أن معناه أن يكون كافرًا فيؤمن ويموت قبل أن يذنب، أو يكون مذنبًا فيتوب، أو يقتل في سبيل الله تعالى، أو يقول إذا عُدَّت لاإله إلا الله في الوزن فلا يرجحها شيء -كما في حديث البطاقة (٢) - قال: وليست توزن لكل أحد، وإنما توزن لمخصوص، أو يقول كما قال وهب: لا إلله إلا الله مفتاح له أسنان، إن جئت بمفتاح وأسنانه فتح لك وإلا فلا (٣)، قال: وقول ابن شهاب لا وجه له وقول وهب صحيح (٤).


(١) "سنن الترمذي" ٥/ ٢٤.
(٢) حديث البطاقة رواه الترمذي (٢٦٣٩)، وابن ماجه (٤٣٠٠)، وأحمد ٢/ ٢١٣ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(٣) سلف معلقًا أول كتاب الجنائز، باب: في الجنائز، ووصله البخاري في "التاريخ الكبير" ١/ ٩٥، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٦٦.
(٤) "عارضة الأحوذي" ١٠/ ١٠٤ - ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>