للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخرّج البخاري الأخير من حديث أبي سعيد وأبي هريرة (١) رضي الله عنهما وفي رواية: "لعلي أضلُّ الله" (٢).

ثانيها:

اعترض بعضهم فقال: "مدخل لهذِه الأحاديث في الترجمة، فأخطأ، فإن الثاني والثالث ظاهر فيه.

واعلم أن البخاري رواه عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، وهو الصواب كما قال أبو ذر، لا كما وقع في بعض نسخه: حدثنا مسدد (٣). ووقع في كلام الجياني: أنه ساقه أولاً بكماله عن مسدد ثم ساق الخلاف في لفظة من المتن عن موسى (٤)، والذي رأيناه في الأصول ما ذكرناه سياقة واحدة لا كما قاله، فتنبه له.

ثالثها:

الرجل في الحديث الثالث لم يكن منكرًا للبعث وإنما هو جاهل وظن أن هذا ينفعه. يدل عليه قوله آخره: "من خشيتك فغفر الله له وقيل: إنه كان في زمن الفترة حكاه الخطابي (٥)، وذكر ابن قتيبة في كتابه "مختلف الحديث" أن بعضهم قال: إن هذا الحديث يبطله القرآن لأن هذا الرجل كافر والله لا يغفر لكافر، ونحن نقول: إن قوله: "أضل الله" بمعنى أفوت الله، قال تعالى {لَا يَضِلُّ رَبِّي


(١) حديث أبي سعيد سيأتي برقم (٣٤٧٨) أما حديث أبي هريرة سيأتي برقم (٣٤٨١).
(٢) رواها أحمد ٤/ ٤٤٧ عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية عن أبيه. قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٣٢٠: رجال أحمد ثقات.
(٣) انظر هامش اليونينية ٤/ ١٧٦ رقم (٣٤٧٩) ط دار طوق النجاه.
(٤) "تقييد المهمل وتمييز المشكل" ٢/ ٦٥٩ - ٦٦٠.
(٥) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>