للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَا يَنسَى} أي: لا يفوت ربي، وهذا رجل مؤمن بالله مقر به خائف منه، إلا أنه جهل صفة من صفاته فغفر الله له بمعرفته ومخافته من عذابه، وقد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين ولا يحكم عليهم بالنار (١).

وقال ابن الجوزي: جهله صفة من صفات الله كفر إلا أنه كان يغتفر في ذلك الزمان، إلى أن نزل قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}، أو يحمل على أنه من شدة جزعه وخوفه قال هذا كما قال ذلك الرجل: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" (٢).

قلت: جاء في رواية (٣): "إن قدر" (٤) بمعنى: ضيق قال تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أي: ضيق وهو موضح لما تقدم.

قال ابن الجوزي: أو يكون (قدر) بمعنا: قدر -مشددة- في سابق علمه أن يعذبني ليعذبني، ذلك أو يحمل على أنه مثبت للصانع لم تبلغه دعوة الأنبياء فلا يؤاخذ بذلك، وأجاب ابن عقيل من الحنابلة -بعد أن أبدى سؤالًا-: أن هذا إخبار عما سيجري له في القيامة.

رابعها:

وقع هنا أنه يخرج معه الماء والنار، وفي حديث آخر الجنة بدل الماء (٥)، فيجوز -والله أعلم- أن يكون عبر عنها به، ويجوز أن يكونا معه، يؤيده ما في "صحيح مسلم" من حديث حذيفة: "أنا أعلم بما


(١) "تأويل مختلف الحديث" ص ١٨٦.
(٢) لم أقف على كلام ابن الجوزي، والحديث رواه مسلم (٢٧٤٧) من حديث أنس بن مالك. كتاب التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها.
(٣) ورد في هامش الأصل: لعله: في اللغة، أو في لغة.
(٤) رواها أبو يعلى ٩/ ٤٢ (٥١٠٥).
(٥) سلف برقم (٣٣٣٨) باب قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>