للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإن وقع الشك في أمره أنه الدجال الذي يقتله ابن مريم فلم يقع شك أنه أحد الدجالين الذين أنذر بهم الشارع، وكذلك لم ينكر على عمر - رضي الله عنه - يمينه أن ابن صياد الدجال، نبه عليه المهلب.

فصل:

سيأتي عند البخاري من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - "يأتي الدجال وهو مُحرَّم عليه أن يدخل أنقاب المدينة فيخرج إليه يومئذ (رجل) (١) هو خير الناس -أو من خيرهم- فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه" وفيه: أنه يقتله ثم يحييه، وأخرجه مسلم أيضًا، وفي آخره: "فيقذف به في النار وإنما ألقي في الجنة".

قال - صلى الله عليه وسلم -: "هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين". قال أبو إسحاق السبيعي (٢): يقال إن هذا الرجل هو الخضر (٣).

وأخذ ابن القطان من قوله: "أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه" أن حدثنا ليست صريحة في الاتصال (٤)؛ لأن هذا الرجل لم ير النبي ولا سمع منه بحال، وأغفل أنه الخضر وإذا كان هو فيرد ما ذكره.


(١) ساقطة من الأصل.
(٢) ورد في هامش الأصل: قال النووي: إن أبا إسحاق هذا هو إبراهيم بن محمد بن سفيان راوي مسلم، وما قاله شيخنا قاله أيضًا القرطبي في "تذكرته"، وكأن شيخي قلده في ذلك فيحرر هل قاله بهذا أو هذا؟ .. بالأهواز .. والله أعلم.
(٣) البخاري (١٨٨٢) أبواب فضائل المدينة، باب: "يدخل الدجال المدينة ومسلم (٢٩٣٨) كتاب الفتن، باب: ذكر الدجال.
(٤) "الوهم والإيهام" ٢/ ٣٧٩ - ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>