للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم النهي عن ذلك إشارة إلا وصل الشعر، وعن قتادة: الزور أكثر ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق (١)، والتزوير: التمويه بما ليس بصحيح. وهذا التفسير حجة على إبطال قول من قصر التحريم على وصل الشعر، وفيه: تنبيه إلى الرجوع إلى أهل المدينة وترشيح لمذهب مالك أن إجماع أهل المدينة حجة.

وقوله: "إنما هلكت نساء بني إسرائيل حين اتخذها نساؤهم" ظاهره التحريم، فارتكبن الحرام وأقروا عليه فاستوجب الكل العقوبة بذلك لما آرتكبوه من العظائم، وفيه: معاقبة العامة بظهور المنكر، وطهارة شعر الآدمي، وتناول الشيء الخطيب في الخطبة ليرى الناس إذا كان من أمر الدين.

الحديث الرابع:

حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هذِه مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ".

هذا الحديث ذكره في فضائل عمر بن الخطاب (٢) بلفظ: "من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء" وإيراده هنا أمس؛ لأنه مناسب للباب.

وأخرجه مسلم من حديث حرملة، عن ابن وهب، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة عن عائشة - رضي الله عنها - مثله (٣).


(١) "صحيح مسلم" رقم (٢١٢٧/ ١٢٤).
(٢) سيأتي برقم (٣٦٨٩) كتاب فضائل الصحابة.
(٣) مسلم (٢٣٩٨) كتاب: فضائل الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>