للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن دحية: من قال إن قحطان من ولد هود فهو باطل، لقوله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: ٥٠]، يعني: أخاهم في النسب، ثم قال: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (٨)} [الحاقة: ٨] وهود من عاد، ولا ترى باقية لعاد، وإنما ادعت اليمن هودًا أبًا حين وقعت العصبية وفخرت مضر بأبيها إسماعيل، فادعت اليمن عند ذلك هودًا أبًا ليكون لهم أب في الأنبياء.

وذكر عبد الدائم القيرواني في كتابه "حُلى العُلى" أن قحطان هو الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل قال: كذا نسبه الكلبي، وسائر اليمن يأبون ذلك وينسبونه إلى عابر.

قلت: الذي في "الجمهرة" و"الجامع" قحطان بن عابر فقط (١).

وفي "التيجان" لابن هشام كان قحطان خليفة أبيه هود ووصيه، وتوفي بمأرب، وأوصى إلى ابنه يعرب.

وفي "جامع" القزاز قال بعض النساب: قحطان بن أرفخشد بن سام بعد ذكر نسبه المذكور أولاً، فقد يقال: تعلقوا بظاهر حديث البخاري الآتي بعد، والسابق في الجهاد: "ارموا بني إسماعيل" (٢) فإنهم من الأزد ثم من قحطان، ولاشك أن العرب قد اختلطت بالصُّهُورية فالقحطانية أبناء لإسماعيل بالأمهات، والنزارية أبناء لقحطان بهن، كما نسب الله عيسى إلى آباء أمه فقال: {وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ} إلى أن قال: {وَعِيسَى} [الأنعام: ٨٤، ٨٥] وكذلك العلويون لا يقال لأحدهم إلا يا ابن رسول الله، وقد قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا


(١) انظر: "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص ٧ - ٨.
(٢) سلف برقم (٢٨٩٩) باب: التحريض على الرمي، وسيأتي قريبًا برقم (٣٥٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>