للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والكفر صنفان، بالله وهو الأصل، وبالفرع كالكفر بالقدر وشبه ذلك، ولا يخرج بهذا عن الإسلام (١).

قال القتبي: كما يقال للمنافق آمن، ولا يقال مؤمن (٢).

و [قال الهروي] (٣): سمعت الأزهري، وسئل عمن يقول بخلق القرآن أنسميه كافرًا؟ فقال: الذي يقوله كفر، وأعيد عليه السؤال ثلاثًا كل ذلك يقول مثل ما قال، ثم قال آخرها: قد يقول المسلم كفرًا (٤).

قلت: فمن اعتقد إباحة ذلك واستحلاله فهو كافر، فإن لم يعتقده فيقاربه كما مر عن الداودي، أو كفر نعمة الله وإحسانه وحق الله، ومنه "ويكفرن العشير" (٥) وغالبًا إنما يفعل هذا الجاهل لخبثة نسب أبيه، فيرى الانتساب إليه عارًا في حقه، ولاشك أنه محرم.

ومعنى "يتبوأ مقعده من النار": ينزل منزله (٦) منها، أو فليتخذ منزلة منها وهو دعاء أو خبر بلفظ الأمر، ومعناه هذا جزاؤه إن جوزي كما سلف، وقد يوفق للتوبة فيسقط ذلك عنه بالآخرة. فأما في الدنيا فإن


(١) هذا القول مختصر من كلام خطيب أهل السنة ابن قتيبة القتبي في "تأويل مختلف الحديث" ص ١٨٧ - ١٨٨. وذلك يظهر في أن الحديث باللفظ الذي نقله المصنف لم نعثر عليه إلا عنده، والله أعلم.
(٢) "تأويل مختلف الحديث" ص ١٨٨.
(٣) ساقطة من الأصل، والمثبت من مصادر التخريج.
(٤) "النهاية في غريب الحديث" ٤/ ١٨٦، "لسان العرب" ٧/ ٣٨٩٨ مادة (كفر).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٥٠٧ - ٥٠٨: واشتهر عند خواص الأمة وعوامها أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وإطلاق القول أن من قال: إنه مخلوق فقد كفر.
(٥) يأتي برقم (٥١٩٧) كتاب: النكاح، باب: كفران العشير.
(٦) يجوز فيها أن تكون: منزلهُ بهاء في آخرها، أي مكانه المعد له.
ويجوز أن تكون: منزلة بالتاء المربوطة، أي مكانة ودَرَكًا فيها. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>