للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليهم والتمسوا الفسح في البلاد إلا حمل معه حجرًا من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم فحيثما نزلوا وضعوه، فطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى (تنسخ) (١) ذلك بهم إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبتهم، حتى خلف الخلوف ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلا ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلال، وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها من تعظيم البيت والطواف به والحج (والعمرة) (٢) وشبه ذلك (٣).

وروى ابن منده من حديث محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأكثم بن أبي الجون الخزاعي: "يا أكثم رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت أشبه برجل منك به، ولا منه بك"، فقال أكثم: عسى يضر بي شبهه! فقال صلى الله عليه وسلم: "لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من غير دين إسماعيل، وبحر البحيرة، وسيب السوائب، وحمى الحامي" رواه يونس ومحمد بن سلمة وغيرهما عن ابن إسحاق عن محمد التيمي (٤).

وقال ابن سعد: أكثم بن أبي الجون عبد العزى ابن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضَبِيس (٥) بن حرام بن (حُبْشِيَّة) (٦) بن كعب بن عمرو بن لحي،


(١) في "سيرة ابن هشام" سلخ.
(٢) من (ص ١).
(٣) "سيرة ابن هشام" ١/ ٨١ - ٨٢.
(٤) رواية محمد بن مسلمة عند ابن أبي عاصم في "أوائله" (٨١).
(٥) فَعِيل من قولهم: رجل ضَبِيس، إذا كان سيئ الخُلق "الاشتقاق" ص (٢٧٩).
(٦) في الأصل: حبشة، والتصويب من "الاشتقاق" ص (٢٧٦)، وحُبْشِيَّة: ضَرْب من النمل الكبار. والاسم على الصواب في "جمهرة أنساب العرب" ص ٢٣٧ - ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>