للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عائذ: ولم يدر هل كان خاتم النبوة خلق به أم وضع فيه بعد ما ولد وحين نبئ. وقد أسند عن أبي ذر - رضي الله عنه -: أن ملكين وضعاه في بطنه ببطحاء مكة (١)، ووهم القاضي ثم السهيلي قوله: ببطحاء مكة فإن هذا كان في بني سعد مع حليمة كما ذكره ابن إسحاق (٢).

ونقل النووي عن القاضي أنه قال: هذا الخاتم هو أثر شق الملكين بين كتفيه ثم قال: هذا الذي قاله ضعيف أو باطل لأن شق الملكين إنما كان في صدره وبطنه (٣)، قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} وفي الحديث: كان أثره خطًّا واضحًا في صدره ولم يأت في شيء من الأحاديث أنه بلغ بالشق حتى نفذ إلى ظهره، ولو كان ذلك للزم أن يكون مستطيلًا من بين كتفيه إلا أسفل من ذلك؛ لأنه الذي يحاذي الصدر من سرته إلى مراق بطنه.

فصل:

الحكمة في الخاتم على وجه الاعتبار أن قلبه لما ملئ حكمة وإيمانا -كما في الصحيح (٤) - ختم عليه كما يختم على الوعاء المملوء مسكا (٥) أو درًّا، فجمع الله أجزاء النبوة له وتممه وختم عليه بخاتم، فلم يجد عدوه سبيلا إليه من أجل ذلك الختم لحراسته؛ لأن المختوم محروس، وكذا تدبير الله لنا في هذِه الدنيا إذا وجد الشيء بختمه زال الشك،


(١) رواه الدارمي ١/ ١٦٤ (١٤)، وابن أبي الدنيا في "الهواتف" (٣)، والعقيلي في "الضعفاء" ١/ ١٨٣، وضعفه العقيلي بجعفر بن عبد الله. أحد رواته.
(٢) "السيرة" لابن إسحاق ص (٢٦)، "الروض الأنف" ١/ ١٨٩،
(٣) "شرح مسلم" اللنووي ١٥/ ٩٩.
(٤) مسلم برقم (١٦٤) كتاب: الإيمان، باب الإسراء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات.
(٥) "الروض الأنف" ١/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>