وقوله:(وكان لا يوقظ من منامه) إنما ذلك؛ لما خشي أن يقطع ما يأتيه من الوحي. وفي رواية: لأن رؤياهم وحي.
وقوله:(فجعل يكبر ويرفع صوته) ظاهره أنه من فعل أبي بكر.
قال الداودي: فيه ما كان عمر عليه من صلابة الدين، وهو ماشٍ على الرواية التي أسلفناها عن باب التيمم.
وقوله:(فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى، وجعلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركوب (١) بين يديه) في حديث سلم بن زرير في مسلم: (عجلني في ركب بين يديه نطلب الماء فعطشنا عطشًا شديدًا) وهو بمعناه، ورُكوب: جمع راكب أي في الإبل التي تحمل الزاد وغيره.
وقوله:(سادلة رجليها) أي مرسلتهما.
وقوله:(بين مزادتين) هما ما يحمل فيهما الماء.
وقوله:(إنها مؤتمة) أي: ذات أيتام، ذكرت ذلك ليعطوها ويواسوها، وكذلك فعل - عليه السلام -، وقيل: أعطوها ذلك عوضا عن مائها.
وقوله:(فمسح في العزلاوين) مستخرج مائها أو عروة المزاد.
والإداوة: شيء يعمل من جلود يستصحبه المسافر.
وقوله:(غير أنه لم نسق بعيرا واحدا) أي: لأنها تصبر عن الماء.
وفيه: أنه يسار بالمرء كرها لصلاح العامة.
وقوله:(وهي تكاد تنض من الملء) يقال: نص الماء ينصُّ: سال.
(١) ورد في هامش الأصل: رَكوب بفتح الراء قرأه الأصيلي وعبدوس، قال بعضهم: صوابه رُكوب جمع راكب كشهود، وأركوب؛ لأنه هنا على الجمع لا على الواحد.