للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشرح:

قام الإجماع من أهل السنة والجماعة على أن الصديق أفضل الصحابة، ثم عمر وفي "مسند البزار" أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: "أبو بكر وعمر سيدا [كهول] أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين" (١)، وأخرجه الترمذي من حديث أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر وعمر "هذان سيدا كهول أهل الجنة .. " إلى آخره، ثم قال: حسن (٢).

واختُلف في عثمان وعلي فالأشهر عثمان، وقيل: علي، وقيل: لا تفضيل بينهما ذكره مالك في "المدونة" (٣).

وبعد علي بقية العشرة، ثم أهل بدر من المهاجرين، ثم من الأنصار، ومن جميع على قدر الهجرة والسابقة والتفضلة وأغرب من قال: العباس أفضل الأمة، وكأنهم قاسوه على الميراث. وحديث ابن عمر في الباب صريح فيما قررناه، فإنه أضاف إلا زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهم الصحابة فكيف يحمد بعدهم فيه، ويقال: إنها مسألة اجتهادية وأنه لا اعتراض على رجحه. قال النخعي: لو رأيت الصحابة يتوضئون إلى الكوعين، توضأت كذلك، وأنا أقرؤها إلى المرافق، وذلك أنهم لا يتهمون؛ لأنهم أحرص خلق الله على اتباع نبيه، ولا يظن أحد بهم ذلك إلا ذو ريبة من دينه، وهم أعلم بما


(١) "مسند البزار" ٣/ ٦٧ (٨٣١)، من طريق الشعبى، عن الحارث الأعور، عنه، به. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث، عن علي، كما نبه عليه الدارقطني في "علله" ٣/ ١٤٢ (٣٢٣)؛ وصححه الألباني في "الصحيحة" (٨٢٤).
(٢) "سنن الترمذي" (٣٦٦٤). وفي نسختنا المطبوعة (حسن غريب).
(٣) "المدونة الكبرى" ٤/ ٥٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>