للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و"طلحة الفياض" (١)؛ لكثرة بذله للأموال، وفتى قريش ومن خواصه -كما قال أبو الثناء- أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لم يره قال: "ما لي لا أرى الصبيح المنبلج الفصيح" (٢)، ولم يثبت معه يوم أحد غيره (٣).

وقال المبرد: حدثني التوزي قال: كان يقال لطلحة بن عبيد الله: طلحة الطلحات (٤)، قال المبرد: وكان يوسف بالهمام يعني: في إقدامه روى عنه بنوه وغيرهم: كان أول من قتل يوم الجمل، سنة ست وثلاثين، بالبصرة، عن أربع وستين، أو اثنتين أو ثمان وخمسين، أو خمس وسبعين أصابَهُ سهم غريب فقطع من رجله عرق النسا، فشج حتى نزف فمات، وخلف مالاً جزيلًا ثلاثين ألف ألف. وفي الصحابة من اسمه طلحة نحو العشرين.

ومعنى قوله: (لَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي ما فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ) يريد: يوم أحد.

وشلت: بفتح الشين، تشل ذكره ثعلب (٥)، وهو كما قال الشَّنْتَمريُّ: بطلان اليد أو الرجل من آفة تعتريها، وليس معناه قطعت كما ذكره ابن


(١) رواه الطبراني ١/ ١١٢ (١٩٧) من حديث طلحة بن عبيد الله، وقال الهيثمي في "المجمع" ٩/ ١٤٨: فيه من لم أعرفهم.
ورواه الحاكم ٣/ ٣٧٤، من حديث موسى بن طلحة، وصححه.
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٥/ ٩٤ بلفظ (المليح) بدلا من (المنبلج).
(٣) ورد بهامش الأصل ما نصه: في هذا الكلام نظر، وقد اختلف في عدد من ثبت معه - عليه السلام - وقد ذكرتهم في تعليقي على البخاري.
قلت: [المحقق] وقد يحمل كلامه على المبالغة في شدة ثباته - رضي الله عنهم-.
(٤) "الكامل في اللغة" ١/ ٢١٠.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٢١، مادة: (شل).

<<  <  ج: ص:  >  >>