للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيده (١)، وقال الزمخشري: إذا امترخت، وقال كراع في "مجرده" هو تقبض في الكف، وأصله من شَلِلْتُ على فَعِلْتُ، بكسر العين، قال ابن درستويه: والعامة تقول: شُلت بالضم وهو خطأ، وقال اللحياني: إنه قليل (٢)، قال ابن الأعرابي: إنها لغة رديئة، وسأل (أبو) (٣) موسى الحامض ثعلبًا؛ فقال: كيف نرده إلى ما لم يسم فاعله، قال يقول: أشلت.

وفي "أيمان العرب" لثعلب: أشل الله عشرة، وأشلت عشرة، يقال: شَل، وشُل، وعل، وال من الشك وعل، أي: جن، قال الأخفش: أحسب ثعلبا جرى على هذِه المزاوجة الكلام؛ لأن تقدمه وشل، وكذلك الذي يليه، وقال ابن سيده في "عويصه": أشللت يده بالألف، وقيل: إنما قطع إصبعه.

وكان - صلى الله عليه وسلم - لما انحاز إلى الجبل يوم أحد انحاز معه طلحة واثنا عشر رجلاً من الأنصار، فلحقهم المشركون فاستأذنه طلحة في القتال فلم يأذن له، واستأذنه رجل من الأنصار فأذن له، فقاتل القومَ وأشغلهم بالقتال وقتًا من النهار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ذاهب بمن معه فقتل الأنصاري، ثم لحقوهم فاستأذنه طلحة فأبى، واستأذنه أنصاري آخر فأذن له، إلى أن قتل اثنا عشر رجلا، ولحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بالجبل فاتقى عنه بيده، فقطعت إصبعه، فقال: حس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو ذكرت الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون" (٤).


(١) "المحكم" ٧/ ٤٢٥، مادة: سئل، وفيها: الشلل: يبس اليد.
(٢) انظر قول كراع، وقول اللحياني في "المطلع على المقنع" لشمس الدين البعلي الحنبلي ص ٦٢.
(٣) زيادة يقتضيها السياق، وهو سليمان بن محمد بن أحمد. انظر "تاريخ بغداد" ٩/ ٦١.
(٤) رواه النسائي ٦/ ٢٩ - ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>