للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و (زيد) هو أبو أسامة زيد بن حارتة بن شراحيل الكلبي، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أول من أسلم من الموالي، وأحد من بادر إلى الإسلام، فأسلم من أول يوم، وشهد بدرًا وأُحدًا والمشاهد وكان من الأمراء الشهداء، ومن الرماة المذكورين، له حديثان قال ابن عمر: ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: ٥]: وذكره الله باسمه في القرآن، مات في غزوة مؤتة.

وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام والجاحظ في "الهاشميات" أن قريشًا كانت لمحبتها في قصي تسمي أولادها باسمه، وأنه - صلى الله عليه وسلم - لما تبنى مولاه سماه زيدًا، وأما ابن إسحاق وغيره فأنشدوا لأبيه حارثة حين فقده ولم يدر أين مكانه:

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل … أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل (١)

وكان البعث الذي بعث فيه أسامة أرسله إلى يُبْنَا فَهَدَم فيها وأحرق، وكان وجّهه قبل مرضه الذي توفي فيه ثم مرض فقال له أسامة: إن بدني لا يقوى أن أمضي على هذِه الحال، فأذن له في التربص فتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأراد الصحابة أن يمسك أبو بكر ذلك الجيش، فقال: ما كنت لأَحُل آخر عقد عقده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأول عقد أعقده أنا، وأمره بالخروج فقال له: ما تأمر. قال: الأمر ما أمرك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلما استشاره في شيء قال: الأمر ما أمرك به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وما ذكر أن بعثه إلى يُبنا هو قول الداودي، وقال الشيخ أبو محمد في "جامعه": كان إلا مؤتة من أرض الشام، ويهريق بها دمًا، وهو غريب.


(١) انظر: "سيرة ابن هشام" ١/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>