ذكر فيه حديث أبي الدرداء، واسمه عويمر في فضلهما، أما عمار فهو ابن ياسر أبو اليقظان، أمه سمية عُذِّبَا في الله.
وأمه أول شهيدة في الإسلام طعنها أبو جهل بحربة في قُبَلها، وقتل عمار بصفين، وقد جاوز.
وحذيفة هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو حليف بني عبد الأشهل، صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل: اليمان لقب جدهم جروة بن الحارث، قال الكلبي: لأنه أصاب دمًا في قومه فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، مات سنة ست وثلاثين على الأصح، وترجم له البخاري ترجمة وحده فيما سيأتي فقال: باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي كما ستعلمه، وفيه فضل أبي الدرداء.
وقوله:(أليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!)، يقول: عندكم من لا تحتاجون معه إلى عالم.
وقوله:(صاحب النعلين .. ) إلى آخره. قال الداودي: أي لم يكن له من إيجاب إلا ذلك لتخليه من الدنيا، وأنكر ذلك عليه من قال: المراد بالمناقب ما كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله:(الذي أجاره الله من الشيطان، يعني: على لسان نبيه) يعني: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار"(١)، يعني: والله أعلم- حين أكرهوه على الكفر بسبه - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله:(صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يعلمه غيره) يعني: حذيفة، وذلك أنه أسر إليه سبعة عشر رجلاً من المنافقين.
(١) سلف برقم (٤٤٧) كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد.