للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأما قوله: "لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ". فإنه أيضًا من باب ما كنا بسبيله دعاها إلى الإيمان فأجابته عفوا لم تحوجه إلا أن يصخب كما يصخب البعل إذا تعصت عليه حليلته ولا أن ينصب، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة وهونت عليه كل مكروه، وأزاحت بمالها كل كدر ونصب فوصف منزلها الذي بشرت به بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها؛ قال ابن دحية: فهي فيه مع سيد الأمة متفردة به كما تفردت بكفالته قبل النبوة وبعدها فلا يصاحبها في هذا البيت أحد من نسائه، ممن تعذر أن تصف ما في ذلك البيت جزاء لكفالته.

قال السهيلي: وأما قوله: "من قصب"، ولم يقل من لؤلؤ، ولكن في أختصاصه هذا اللفظ من المشاكلة المذكورة، والمقابلة بلفظ الجزاء للفظ العمل؛ لأنها كانت قد أحرزت قصب السبق إلى الإيمان دون غيرها من الرجال والنساء، والعرب تسمي السابق محرزا للقصب، واقتضت البلاغة أي يعبر بالعبارة المشاكلة لعملها في جميع ألفاظ الحديث (١).

فصل:

إقراء جبريل عليها السلام من ربها -جل جلاله- دال على فضل خديجة على عائشة، وقد أقرأ عائشة - رضي الله عنها - أيضًا الرب -جل جلاله- السلام كما رواه الطبراني في "أكبر معاجمه" من حديثها (٢)، وسنده جيد فيما علمت؛ لأنه - عليه السلام - أقرأها سلام جبريل كذا استنبطه ابن داود وإن كان فيه خلاف عنده، وسئل أيضًا أيما أفضل خديجة أم فاطمة؟


(١) "الروض الأنف" ١/ ٢٧٨ - ٢٧٩.
(٢) "المعجم الكبير" ٢٣/ ٣٤ - ٣٨؛ وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرأها السلام من جبريل - عليه السلام -.

<<  <  ج: ص:  >  >>