وذكر أبو الثناء وغيره أن أبا بكر أول من قاء من الشبهات فإنه لما أخبره بما ذكره استقاءه.
قال ابن التين: والله تعالى قد وضع ما كان في الجاهلية، ولو كان في الإسلام مثل ما أكل أو قيمته إن لم يكن مما يقضى فيه بالمثل، ولا يزيل عنه العادة ما يلزمه من ذلك.
فائدتان متعلقتان بالحديث الذي قبله أخرتهما اتفاقا.
الأولى: اسم أبي الصلت هذا: ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن منبه (بن)(١) ثقيف، قال المرزباني: ويقال: اسم أبي الصلت عبد الله بن ربيعة، ويقال: هو أمية بن أبي الصلت بن وهب بن علاج بن أبي سلمة، وكنية أمية هو أبو عثمان، ويقال: أبو القاسم.
قال الكلاباذي: كان يهوديا مات في حصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطائف، وقال أبو الفتح في "مبهجه": هو تحقير أمة وهو عندنا فِعْلة؛ لأنها أوقاتا تدل على أنها فعلة فيكسرهم إياهم على أفعل، وهي أم. قال: والصلت البارز المشهور، وذكر الثعلبي أنه كان في ابتداء أمره قد قرأ الكتب يزعم أن الله يرسل رسولا في ذلك الوقت، فرجا أن يكون هو، فلما أُرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسده، فلما مات أتت أخته فارعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها عن وفاة أخيها فقالت: بينا هو راقد أتاه اثنان فنشط سقف البيت ونزل فقعد أحدهما عند رجليه والآخر عند رأسه أوعى؟ قال: أوعى، فسألته عن ذلك فقال: خيرا زيدي، ثم صرف عني، ثم غشي عليه فأفاق فقال:
كلُّ عيشٍ وإن تطاول دهرًا … سائر مرةً إلى أن يزولا