للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلف في باب: علامات النبوة (١). واحمرَّ وجهه من الغضب. والمشي: واحد الأمشاط التي يمتشط بها. قال الصاغاني في "شوارده" (٢): مُشط ومِشَاط، كرمح ورماح، وقرط وقراط، وخف وخفاف. وهؤلاء الذين امتشطوا بأمشاط الحديد يجوز أن يكونوا أنبياء وأتباعهم، وكان في الصحابة من لو فعل به ذلك لصبر قال الصديق حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو لم أجد إلا نفسي لقاتلتهم، يعني أهل الردة (٣) ومن تعرض لمثل هذا لا يقعد عما هو أعظم منه.

قال الفاروق في شيء: والله لأن تضرب عنقي -إلا أن تتغير لي نفسي عند الموت- أحب إلى من كذا (٤). واحتسب عثمان نفسه، وكان علي يقاتل أول النهار ثم يخرج آخره في إزار ورداء، فيقال له: أنت تقاتل وتغفل عن هذا، فيقول: والله ما أبالي سقطت على الموت أو سقط علي، يعني: إذا كان في الله. وأعتق الصديق سبعة عذبوا في الله. وقيل لابن عمر: أي بني الزبير أشجع؟ فقال: كلهم شجاع مشى للموت وهو يراه (٥). وكان عبد الله يصلي بجانب البيت وحجارة المنجنيق تمر على يمينه وعن شماله ولا يتحرك (٦)، وما زال من الصحابة فمن بعدهم يؤذون في الله، ولو أخذوا بالرخصة لساغ لهم.


(١) سلف برقم (٣٦١٢).
(٢) "شوارد اللغات" ص ٦٣.
(٣) سلف برقم (١٤٠٠). كتاب الزكاة، باب: وجوب الزكاة.
(٤) سيأتي برقم (٦٨٣٠) كتاب الحدود باب: رجم الحبلى من الزنى إذا أحصنت.
(٥) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٨/ ٢٣٠.
(٦) رواه أحمد في "الزهد" ص ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>