للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: (فما أعجب ما جاءتك به جنيتك) هو من استراق الجن السمع إذا قضى الله أمرًا صعق الملائكة حين يسمعون كلامه {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} [سبأ: ٢٣]، فيذكرون ما سمعوا فيسمعه من يليهم فيذكرونه ثم كذلك حتى يتكلم به ملائكة الهواء، فتخطف الجن الخطفة فتلقها إلى جن يليه قبل أن يأخذه الشهاب، فيوحيها إلى الكاهن، فيزيدون فيها أكثر من مائة كذبة.

وقوله: (وإبلاسها) أي: يأسها، قاله ابن فارس، أو إبعادها كما قاله الداودي، احتج ابن فارس بقوله: {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: ٤٤]، ومنه اشتق إبليس (١).

وقوله: (من بعد إنساكها) يعني: أنها يأست من السمع بعد أن كانت ألفته. قال ابن فارس: النسك المكان الذي يألفه (٢)، وروى الداودي: من بعد إيناسها، وقال: يعني أنها كانت تأنس إلى ما تسمع (٣).

وقوله: (وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا؟) يعني: تفرقهم ونفارهم؛ كراهة الإِسلام.

وقوله: (يا جليح) إما أن يكون نادى اسمًا أو أراد الارتفاع. والنجيح: الظافر بحاجته والمصيب من الآراء نجيح.

فائدة: هذا الرجل الجميل هو سواد بن قارب كما ذكره البيهقي في "دلائله" (٤).


(١) "مجمل اللغة" ١/ ١٣٥، مادة [بلس].
(٢) "مجمل اللغة" ٢/ ٨٦٥، مادة [نسك].
(٣) عَقَّب الحافظ قائلاً: ولم أر ما قاله في شيء من الروايات. "الفتح" ٧/ ١٨٠.
(٤) "دلائل النبوة" ٢/ ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>