للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى إذا ناما، عدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثُؤْرَه (١).

وروى ابن عباس رضي الله عنهما فيما ذكره أبو نعيم في "دلائله": أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى بني قريظة فسألهم فرحبوا به، وقالوا: إخواننا من بني النضير لا نحب أن نقطع أمرا دونهم، نعلمهم وتأتينا يوم كذا فلما جاء يوم وعدهم أدخلوه في صفة لهم، ثم خرجوا يجمعون به السلاح وينتظرون ابن الأشرف أن يقدم من المدينة ليثوروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل عليه جبريل بخبرهم، فقام ولم يؤذن أصحابه مخافة أن يثوروا إليهم فوقف على باب الحجرة، فلما أبطأ خرج علي فقال: يا رسول الله، أبطأت علينا، فقال: "غدرت بي يهود، أقم مكانك فلا يخرج بعض أصحابك" فأخبره بالأمر، وأوقفه حتى يخرج صاحبه، وكان معه أبو بكر وعمر.

وفي لفظ: أن بني النضير لما تآمروا ألقوا عليه حجرًا فأخذه جبريل (٢). وقال ابن إسحاق: فلما قدم عمرو على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره قال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد قتلت قتلتين لأدينهما" (٣) قال: وكان بين بني النضير وعامر حلف وعقد، فقالوا: نعم، يا أبا القاسم نعينك، ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذِه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنب جدار من بيوتهم قاعد، (فمن) (٤) رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟ فانتدب


(١) "الدرر" ص ١٦٣.
(٢) "دلائل النبوة" ص ٤٨٩ - ٤٩٠.
(٣) انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ١٨٦.
(٤) في الأصل: فمر، والمثبت هو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>