للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ذكر في الباب أحاديث:

أحدها:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ أُحُدٍ: "هذا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الحَرْبِ".

فيه: استعمال الأداة في الحرب.

ثانيها:

حديتْ عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى قَتْلَى أُحُد بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ، كَالْمُوَدِّع لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ فَقَالَ: "إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْضُ، وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هذا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فيها". قَالَ: فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إلى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

وهذا الحديث سلف في الجنائز في باب: الصلاة على الشهيد، قال موسى بن عقبة: لم يصل على أحد منهم كما يصلي على الموتى.

وقال ابن عبد البر: اختلف هل صلى أم لا؟ (١) قال ابن التين: اختلف فيها، فقيل: توديعاً لهم كما في الأصل، وقيل: لأنه لم يكن صلى عليهم، وقيل: دعا لهم.

وقوله: (ثم طلع المنبر) يقال: طلعت على القوم إذا لقيتهم وقد طلعت عنهم إذا تنحيت عنهم، وطلعت الجبل بالكسر علوت قاله الجوهري (٢)، والفرط للسباق، وأخبر عن الواحد بالجمع؛ لأن فرطًا


(١) "التمهيد" ٢٤/ ٢٤٤.
(٢) "الصحاح" ٣/ ١٢٥٣ مادة (طلع).

<<  <  ج: ص:  >  >>