للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لئلا يفوته أكثر شأنه، وأنه يتولى غسله؛ لئلا يفوته كما فاته غسل حنظلة غسيل الملائكة، غسلوه بين السماء والأرض، فسئلت أمرأته فقالت: ألمَّ بي ثم خرج إلى القتال فاستشهد (١).

وقوله: (وإن كنت وضعت الحرب فافجرها) هو بوصل الألف وضم الجيم ثلاثي من فجر يفجر، فجعله ثلاثيًا متعديا وذلك جائز، وقد قرئ: (أو تَفجُر الأنهار خلالها تفجيرًا) فجعله ثلاثيًا بضم الجيم وفتح التاء (٢).

وقوله: (فانفجرت من لبته) اللبة: موضع القلادة من الصدر.

وقوله: (فلم يرعهم) أي: فلم يخفهم.

وقوله: (يغذو جرحه دمًا) أي: يسيل. وقال ابن سعد: مرت عليه عنز وهو مضطجع فأصابت الجرح بظلفها، فما رقأ حتى مات (٣).

وفي "السيرة": فلما مات أتى جبريل معتجرًا بعمامة من استبرق، فقال: "يا محمد من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟ " فقام - صلى الله عليه وسلم - سريعًا، يجر إليه ثوبه فوجده قد مات، ولما حمل


(١) رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" ٢/ ٨٥٣ (٢٢٢٥) من طريق ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده. وانظر "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٠.
(٢) كذا ذكر "المصنف" والذي عليه القراءة {فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} [الإسراء: ٩١] وأجمعوا على قراءتها بالتثقيل، وإنما اختلفوا في قوله تعالى {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: ٩٠] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر بضم التاء، وفتح الفاء، وتشديد الجيم مع الكسرة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بفتح التاء وتسكين الفاء وضم الجيم مع التخفيف. انظر "الحجة للقراء السبعة" للفارسي ٥/ ١١٨، "حجة القراءت" لابن زنجلة ص ٤٠٩ - ٤١٠، "الكشف" لمكي ٢/ ٥٠ - ٥١، "الإتحاف" للبناء ص ٢٨٦.
(٣) "الطبقات الكبرى" ٢/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>