للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة، ثم التقى الناس فقتل الثلاثة كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -، زيد، ثم جعفر، ثم ابن رواحة، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد، فدفع القوم وتحاشى بهم، ثم حاز وانحيز عنه، حتى انصرف بالناس كما ذكره ابن إسحاق (١) وهو المحاز. وحكى ابن سعد وغيره أن الهزيمة كانت على المسلمين. وحكى أيضا أن الهزيمة كانت على الروم (٢)، كما سيأتي في البخاري. ورفعت الأرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى معتركهم (٣) فلما أخذ خالد اللواء قال: "الآن حمي الوطيس" (٤).

وعدد ابن إسحاق من استشهد من المسلمين، ومنهم الأمراء الثلاثة كما سلف (٥)، ولما قدموا استقبلهم أهل المدينة يحثون في وجوهم التراب، ويقولون: يا فرارون، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: "ليسوا بفرارين ولكنهم كرارين (٦) إن شاء الله" (٧).

وقد ذكر الحاكم شعر عبد الله بن رواحة لما ودع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال - صلى الله عليه وسلم - في حق زيد: "دخل الجنة وهو يسعى". وقال في حق جعفر: "فإنه شهيد دخل الجنة، وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة" وذكر شعره لما عقر فرسه، وهو أول من عقر فرسًا في الإسلام وقاتل. ثم ذكر شعر ابن رواحة وقتله، وأنه دخل معترضًا (٨).


(١) "سيرة ابن هشام" ٣/ ٤٢٧ - ٤٣٥.
(٢) طبقات ابن سعد"٢/ ١٣٠.
(٣) رواه البيهقي في "الدلائل" ٤/ ٣٦٤ - ٣٦٥.
(٤) رواه البيهقي في "الدلائل" ٤/ ٣٦٩.
(٥) "سيرة ابن هشام" ٣/ ٤٤٧.
(٦) كذا في الأصل وفي هامشها: الجادة: كرارون.
(٧) انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ٤٣٨.
(٨) انظر: "دلائل النبوة" للبيهقي ٤/ ٣٦٣ - ٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>