للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العاقب أميرهم وصاحب مشورتهم والذي يصدرون عن رأيه، وأبو الحارث أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم. والسيد، وهو صاحب رحالهم، ويقدُمُهم كوز وهو يقول:

إليك تعدو قلقًا وضينها (١)

معترضًا في بطنها جنينها

مخالفًا دين النصارى دينها

ودخلوا المسجد وعليهم ثياب الحبرة وأردية مكفوفة بالحرير، فقاموا يصلون في المسجد نحو الشرق، فقال - عليه السلام -: "دعوهم" ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعرض عنهم ولم يكلمهم، فقال لهم عثمان: ذلك من أجل زيكم. فانصرفوا بزيِّهم ذلك، ثم غدوا عليه بزي الرهبان، فسلموا، فرد عليهم ودعاهم إلى الإسلام، فأبوا وأكثروا الكلام واللجاج بينهم، وتلا عليهم القرآن وقال: "إن أنكرتم ما أقول لكم فهلم أباهلكم" فانصرفوا على ذلك.

فغدا عبد المسيح ورجلان من ذوي رأيهم فقالوا: قد بدا لنا أن لا نباهلك، فاحكم علينا بما أحببت نعطك ونصالحك، فصالحهم على ألفي حلة، ألف في رجب، وألف في صفر، أو قيمة ذلك من الأواقي، وعلى عارية ثلاثين درعًا، وثلاثين رمحًا، وثلاثين بعيرًا، وثلاثين فرسًا إن كان باليمن كيد، ولنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة


(١) قال ابن هشام: الوضين حزام الناقة. "السيرة" ٢/ ٢٠٦. وقال ابن الأثير: الوضين: بطان منسوج بعضه على بعض، يُشدّ به الرحل على البعير كالحزام للسَّرج. ثم ذكر هذا البيت وقال: أراد أنها قد هزلت ودَقَّت للسير عليها. "النهاية في غريب الحديث" ٥/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>