للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه كان في الصلاة، ولا يظهر ذلك، وكأن أبا سعيد فهم الخطاب لمن هو خارج عن الصلاة إن استحضر ذلك، وهذا خاص به - صلى الله عليه وسلم -، وفيه: أن الأمر على الفور والعمل بالعموم.

والسؤرة بالهمز وعدمه.

ومعنى "أعظم": ثوابها. قال محمد بن علي بن الحسين: أولها ثناء، وأوسطها إخلاص، وآخرها مسألة. وفي "الموطأ": "سورة ما أنزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في القرآن مثلها" (١).

وفيه: دلالة على فضيلة كلام الله تعالئ بعضه على بعض، وهو الصواب، وإن كان يحتمل أن يكون المراد أعظم نفعًا للمتعبدين؛ لأنه لا تجزئ صلاة إلا بها، ولذلك قيل لها: السبع المثاني كما سيأتي، ويوضحه قوله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: ١٠٦] والمراد بالخير العبادة. ذكره ابن بطال، قال: ويحتمل أن يكون أعظم بمعنى عظيم (٢).

وقوله: (قال: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ") قد يحتج به من لا يرى البسملة آية منها، والحمد: الثناء بجميل صفاته، والرب: المدبر. {الْعَالَمِينَ} كل موجود سوى الله.

وقوله: ("هي السبع المثاني والقرآن العظيم") هذا قول جماعة، وروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير، أن السبع المثاني هي السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس (٣).


(١) "الموطأ" ص ٧٣.
(٢) "شرح ابن بطال" ١٠/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٣) رواه الطبري ٧/ ٥٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>