للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الحاكم على شرطهما عن ابن عباس أن السبع المثاني البقرة إلى آخر ما ذكر، وقال: الكهف بدل يونس (١).

وذكر الداودي عن غيره أنها البقرة إلى براءة. قال: وقيل: هي السبع التي تلي هذِه السبع، وقيل السبع: الفاتحة، المثاني: القرآن كما قال تعالى: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: ٢٣].

وقوله: ("والقرآن العظيم") فيه دلالة على أنها القرآن العظيم وأن الواو هنا ليست بعاطفة، وقال الضحاك: القرآن العظيم: سائره (٢).

واختلف لم سميت أم القرآن مثاني؟ على أقوال:

أحدها: لأنها تثنى في كل ركعة فريضة ونافلة، قاله قتادة (٣).

ثانيها: لأنه يثنى فيها على الله؛ لأن في الحمد ثناءً عليه (٤).

ثالثها: لأنها استثنيت لهذِه الأمة لم تنزل على من قبلها (٥).

رابعها: لتثنية نزولها (٦).


(١) "المستدرك" ٢/ ٣٥٥.
(٢) رواه الطبري ٧/ ٥٤٢.
(٣) انظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٩٠.
(٤) ذكره الزجاج في "معانيه" ٣/ ١٨٥، ورده ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٨/ ٣٥٢ بقوله: وفي هذا القول من جهة التصرف نظر. اهـ.
وأجاب عنه أبو حيان في "البحر المحيط" ٥/ ٤٦٥ بقوله: ولا نظر في ذلك؛ لأنها جمع مُثنى -بضم الميم مفعل من أثنى رباعيًا، أي: مقر ثناء على الله تعالى أي: فيها ثناء على الله تعالى.
(٥) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (٢٢٢)، ابن جرير ٧/ ٥٣٨، عن ابن عباس، وزاد ابن عطية في "المحرر" ٨/ ٣٥٢ نسبته إلى ابن أبي مليكة، وعزاه البغوي في "تفسيره" ٤/ ٣٩١ إلى مجاهد.
(٦) هو قول الحسين بن الفضل كما في "تفسير البغوي" ٤/ ٣٩١، و"زاد المسير" ٤/ ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>