للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نصحهم: قبول ما رووا إذا انفردوا، وتقليدهم، ومبايعتهم، وحسن الظن بهم.

وأما نصيحة عامة المسلمين: فتعليمهم ما يجهلونه، وإرشادهم إلى مصالحهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة كما قَالَ تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ} [النحل: ١٢٥]، وكقوله تعالى حكاية عن إبراهيم -عليه السلام-: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ}، و {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} [الشعراء: ٧٢] الآيتين.

قَالَ الآجري: ولا يكون ناصحًا إلا من بدأ بالنصيحة لنفسه فعلمها؛ ليعلم ويحذر من مكائد الشيطان ويخالف النفس في هواها (١).

قَالَ عيسى صلوات الله وسلامه عليه: الناصح لله الذي يبدأ بحقه قبل حق الناس، ويبدأ بأمر الآخرة قبل الدنيا (٢).

قَالَ الحسن البصري: مازال لله نصحاء ينصحون الناس في عباده، وينصحون لعباد الله في حق الله (عليهم) (٣)، ويعملون له في الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض.


(١) قال الأجري في كتاب "الأربعين حديثًا" ص ٤٤٦ بعد إيراده حديث: "الدين النصيحة" هذا: قد سألنا سائل عن هذا الحديث فقال: تخبرني كيف النصيحة لله -عز وجل-، وكيف النصيحة لكتاب الله جل ثناؤه، وكيف النصيحة لرسوله .. ؟ فأجبناه فيه كيف النصيحة على هذا الترتيب الذي سأل عنه بجزء ينبغي لكل مؤمن عاقل أديب يطلبه ويتعلمه.
(٢) رواه أحمد في "الزهد" ص ٧٣ باب: من مواعظ عيسى -عليه السلام-، ونعيم بن حماد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" ص ٣٤ (١٣٤).
(٣) في (ف): عليكم.