للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعند ابن عطية: الذرة الصغيرة من النمل، وهي أصغر ما يكون إذا مر عليها حول أنها تصغر كا لأفعى (١). وقيل: الذرة رأس النملة الحمراء وهي الخردلة. وعند الثعلبي: قال يزيد بن هارون: زعموا أن الذرة ليس لها وزن.

يحكى أن رجلا وضع خبزًا حتى علاه الذر بقدر ما يستره، ثم وزنه فلم يزد على مقدار الخبز شيئًا.

وعن ابن عباس أنه أدخل يده في التراب، ثم نفخ فيه وقال: كل واحدة من هؤلاء ذرة (٢).

وعن قتادة: كان بعض العلماء يقول: لأن يفضل حسابي وزن ذرة أحب إليَّ من الدنيا جميعا (٣).

وفي حديث ابن مسعود مرفوعًا: "تقول الملائكة: يا رب لم يبق لعبدك إلا وزن ذرة، فيقول جل وعز: ضعفوها له وأدخلوه الجنة" (٤).

وفي بعض النسخ بعد قوله: (زنة ذرة) يقال: هذا مثقال هذا، أي: وزنه. ومثقال مثقال من الفعل، والذرة: النملة الصغيرة.

وقال الجواليقي: يظن الناس أن المثقال وزن الدينار لا غير، وليس كذلك إنما مثقال كل شئ وزنه، وكل وزن يسمى مثقالا وإن كان وزن ألف. قال الشاعر: كلًّا يوفيه الجزاء بمثقال.


(١) "المحرر الوجيز" ٤/ ٦١.
(٢) أورده السيوطي في "الدر" ٦/ ٦٤٩ وعز اه لهناد. وهو في "الزهد" له ١/ ١٤٤ (١٩٣).
(٣) "تفسير الطبري" ٤/ ٩١.
(٤) "تفسير الطبري" ٤/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>